News and Interviews

ارتفاع التضخم و زيادة تكلفة الاقتراض ادي الي عرقلة نشاط الإندماجات والاستحواذات العالمية

 

لا شك أن الأزمات العالمية المتتالية وأبرزه ا العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا التي بدأت في فبراير من  عام  2022  وماسبقها من تفشي فيروس كورونا مع بدايات عام  2020؛ كلها عوامل كانت لها تداعيات سلبية عل ى عدد من القطاعات الاقتصادية؛ وقد تأثرت أنشطة الاندماج والاستحوا ذ بطبيعة الحال بهذه التداعيات. فوفقا لبيانات شركة ريفينيتيف Refinitiv وهي إحدى شركات مجموعة بورصة لندن المعنية بإصدار البيانات الخاصة بالأسواق المالية والبنية التحنية، فقد تراجعت قيمة صفقات الإندماج الاستحواذ المعلنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 8.3 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2023 بانخفاض نسبته 65% عن مستوياتها خلال الربع ذاته من عام 2022. 

وأشارت الشركة في تقريرها إلى أن  القطاع الصناعي  كان  الأكثر  نشاطا على صعيد صفقات الإندماج والاستحواذ، إذ استهدفت الصفقات الشركات الصناعية بنسبة 45 في المئة من عمليات الاندماج والاستحواذ يليها قطاع المنتجات والخدمات الاستهلاكية بنسبة 15 بالمائة. وجاءت مصر في المركز الثالث بعد السعودية والإمارات كونها دولا مستهدفة لصفقات الاندماج والاستحواذ خاصة على صعيد قطاع الصناعة .   

وكشف تقرير صادر عن شركة إرنست يونج العالمية الرائدة في مجال التدقيق المالي والمعاملات التجارية   عن تسجيل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 318 صفقة اندماج واستحواذ خلال النصف الأول من عام 2023 بقيمة إجمالية بلغت 43.8 مليار دولار أمريكي. واستحوذت منطقة دول مجلس التعاون الخليجي على 254 صفقة من تلك الصفقات، بقيمة بلغت 42.5 مليار دولار أمريكي؛ حيث سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر عملية اندماج واستحواذ في المنطقة خلال الفترة المذكورة  عبر صفقة استحواذ شركة أبوللو جلوبال مانجمنت وجهاز أبوظبي للاستثمار على شركة يونيفار سوليوشنز مقابل 8.2 مليار دولار أمريكي.  وجاء ت مصر وعمُان –  وفقا للتقرير  –  ضمن الدول الخمس الأولى  المستهدفة  بصفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة. 

وأكدت  الدكتورة نرمين طاحون ، الشريك المؤسس لمكتب طاحون للاستشارات أنه رغم الضعف الواضح بصفة عامة في سوق الاستحواذات في أسواق المنطقة  مقارنة بمستوياتها قبل  عام 2020، غير أن  أزمة كورونا  دفعت  إلى زيادة نشاط صفقات الاستحواذ في قطاع الرعاية الصحية  في ظل تواجد عدد من الفرص الاستثمارية المتاحة، كما برزت الحاجة إلى ضرورة الاهتمام بقطاع الطاقة وتدعيم صفقات الاندماج والاستحواذ به بعد الحرب  التي شنتها روسيا ضذ أوكرانيا؛ وما نجم عنها من مخاوف بشأن إمدادات الطاقة، كما كان قطاعي الصناعة والسياحة من القطاعات المستهدفة بأنشطة الاندماج والاستحواذ. 

ولا شك أن ارتفاع معدلات التضخم وزيادة تكاليف الاقتراض وعدم اليقين الجيوسياس ى الذي بلغ ذروته خلال عام 2022 تسبب في عرقلة الصفقات وانهيار نشاط الاندماجات والاستحواذات العالمية  بواقع    الثلث تقريبًا مقارنة بعام  2021  لتسجل قرابة  3.5  تريليون دولار فقط،  لكن الطريق لايزال مفتوحا أمام إبرام صفقات الإندماج والاستحواذ واستعادة نشاطها خلال النصف الثاني من عام 2023؛ حيث تشير توقعات وكالة «بلومبرج،» بأنه بوصول موجة رفع أسعار الفائدة ذروتها، سيتمكن المستثمرو ن بشكل سليم من تقييم قيمة الأصول ومخاطر الديون.  وتسود توقعات إيجابية لنشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في مصر خلال عام 2023 على الرغم من التباطؤ الذي حصل خلال النصف الثاني من عام 2022..  وفي هذا الإطار، أكدت  الدكتورة نرمين طاحون  أن  مكتبها يقدم أنشطة متنوعة منها إدارة صفقات الاستحواذات والاندماجات وزيادات رؤوس الاموال وتاسيس الشركات وعقد الشراكات الاستثمارية المختلفة وغيرها من المجالات المختلفة في اكثر من 26 قطاع استثمار ي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *